من أرشيف الذاكرة (37) .. حكومة تحبس رواتبنا وتطالبنا بسداد الفواتير
يمنات
أحمد سيف حاشد
حكومة تحبس رواتبنا وتطالبنا بسداد الفواتير
(14)
* مرت أكثر من أربعة أشهر على تشكيل حكومة الإنقاذ، و وجدنا الحال يهرول من سيء إلى أسوأ على نحو غير مسبوق، في ظل غياب أي محاولة جادة وعملية لمواجهة احتياجات المجتمع الضرورية وأولها الرواتب..
* وجدنا أنفسنا لا متنفس لنا ولا بصيص أمل.. نطحن بين شقي رحى، وفي مواجهة كل السلطات، وأولها سلطة صنعاء..
* وجدنا حالنا كحال هذا الشعب المنكوب بكارثة نخبه السياسية التي جلبت له الحرب والدمار والخراب والموت الباذخ والمجاني، والناجي من الموت يعيش الفاقة والجوع والمجاعة والمستقبل المجهول..
* عندما يمرر الفساد ويشرعن بغطاء ورافعة مقاومة العدوان تكون مأساة الشعب أكبر وجرحه أعمق والمجهول فيها وبالا وكارثي.. لا تختلف الأيدي التي تزكّي الفساد عن الأيدي التي تصافح العدوان وتتعاون معه..
* أتفق الساسة مؤتمر وأنصار على تمرير الفساد عبر مجلس النواب دون نقاش.. أول مرة تمرر خطة موازنة أو ما أسموها ـ خطة نفقات فصلية ـ دون أن يسمح لأعضاء مجلس النواب في القاعة بمناقشتها.. تم التصويت عليها بالتزكية.. إنه تمرير وشرعنة للفساد.. ما أشبه اليوم بالبارحة، بل اليوم أكثر ثقلا ومخافة من كل الأيام الماضيات..
* ما أحوجنا إلى قطع أيدي الفساد المزكّا.. يحيي الراعي الذي كان في 2011 هو نفس راعي 2017 مرورا بالعام 2014 لا ثورة ولا مؤسسات ولا يحزنون..
* وعد الحكومة بالتزام صرف المرتب الشهري نهاية كل شهر وبصورة مستمرة ابتداء من شهر إبريل 2017 كان أكبر من كذبات العالم كله في الأول من إبريل..
* وعد الحكومة بتوريد مرتبات الستة الأشهر الماضية إلى التوفير البريدي كانت ملهاة من دم، وكذبة ذابحة بساطور قصّاب..
* هذه الحكومة التي سرقت حتى اسمها، وتقنعت بمهمة الإنقاذ، أتضح أن لديها استعداد أن تسرق كل شيء، وأوله الوطن.. أتضح أنها مستعدة أن تكون قفاز السلطة الخفية ومغسلة لها دون حياء أو تحفّظ.. حكومة تكذب وتغش وتغالط وتدلّس دون أن تشعر بأي حرج..
* حكومة تشير في خطة إنفاقها إلى أن قيمة المرتبات للثلاثة الأشهر 209 مليارات ريال وهذا يعني بواقع نحو 70 مليار ريال شهريا، وهو رقم يقل بخمسة مليارات عن ماورد في موازنة 2014 علماً أن أغلب المحافظات خارج سيطرة هذه الحكومة.. وقرابة نصف هذا المبلغ مخصص للدفاع والأمن رغم أن ثلاث مناطق عسكرية من خمس خارج سيطرة هذه الحكومة..
* حكومة ترفع النفقات وتخفض الإيرادات لتجعل الفجوة التمويلية بحجم جهنم.. حكومة كانت مهمتها الأولى الجبابات وزيادتها إلى أقصى حد ممكن دون خجل ومن ووراءها تقف السلطة الخفية التي تملك الأمر كله.
* حكومة تتلاعب بالأرقام كالعجينة.. تقدّم المؤخر وتؤخّر المقّدم وتزيد وتنقص في الأرقام، لتمكر بنا، وتستخف بشعبها، وتتعامل معه وكأنه دون الصف الابتدائي..
* حكومة للأسف لم تأتِ لتعيد أوعية الدولة للعمل، محل أوعية المليشيات، بل صارت هي وعاء للمليشيات وبصورة تثير الأشمئزاز والقرف..
* خرجنا في 25 مايو لنقول: لن نكون عبيدا ولن نستكين للظلم .. وكنت قد كتبت في مطلع شهر الخروج “ربما تُضرب وتُرفس.. ولكن الحر ذاك الذي للظلم لا يستكين..
كنت أقول أن حكومة باسندوة هي الأكثر سوءا، ولكن اليوم حكومة الإنقاذ بلغت السوء كله .. كان الفساد في عهد من سبق يبحث عن نص أو باب، واليوم هدم الفساد كل النصوص والأبواب..
كتبت أنني لا أتحدث عن أخطاء أو عيوب ولكن أتحدث عن فساد مبندق.. فساد مكلل بالسطوة مستور العورة بلباس الدين.. كره الناس الدين بعد أن زاد القبح على ستر العورة..
كتبت: كل الملحدين لم يسيئوا للدين أكثر من الفاسدين اللابسين ثياب التقوى.. الفساد أكثر من يعين العدوان على الوطن.. عندما يستخدمون الله جسرا لعبور الفاسدين يحيق بالوطن الكارثة.. فساد بطول وعرض البلاد.. لن يصلح الحال دهرا ولا ألف عطار..
كتبت: قبح الأعذار والاجتهاد في التبرير صيّر العدوان مظلة للفاسدين.. عاثوا في الأرض فسادا وشرا، وهدموا السماء على الرؤوس.. يريدوا نقدا محتشم خجول بعد أن هدموا كل البناء حجر وساس..
* وعن مفارقة تتبدى فيها الوقاحة صارخة كتبت: سلطة ” أولاد شحيبر” هي الأكثر وقاحة في العالم، تحبس رواتبنا وتطالبنا بسداد الفواتير!
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.